من هم السلفيون تسلط الاضواء على التيار السلفى السلفيون والعمل السياسى
صفحة 1 من اصل 1
من هم السلفيون تسلط الاضواء على التيار السلفى السلفيون والعمل السياسى
الخميس24 من صفر1430هـ 19-2-2009م الساعة 07:54 م مكة المكرمة 04:54 م جرينتش الصفحة الرئيسة-> تقارير -> تقارير و مقالات 2/21/2009 11:29:32 AM حسن الرشيدي istratigi@hotmail.com مفكرة الإسلام: في خضم انسداد الأفق في الواقع العربي أمام أي تغيير أو إصلاح حقيقي وفي ظل الجمود الذي انعدم معه أي حراك سياسي جاد تبرز الحاجة إلى آليات مبتكرة وقوى مجتمعية شعبية جديدة تخوض العمل السياسي وتكسر الطوق الذي يحول دون بزوغ فجر جديد يطل على الشعوب في هذه المنطقة و تسترد دول هذه المنطقة عافيتها ليكون لها مكانا بين تصارع إستراتيجيات القوى الإقليمية والدولية المختلفة على بسط هيمنتها على الدول العربية والإسلامية. وفي هذه الأوقات تسلط الأضواء على التيار السلفي- نتيجة ظروف معينة قد لا يكون للسلفيين دخل فيها – حيث يطالب كثير من المصلحين من بعض التيارات بضرورة إدماج التيار السلفي في الحياة السياسية بمعناها العام المتمثل في التأثير في الرأي العام وممارسة الضغط الشعبي السلمي على الأنظمة للتغيير أو الإصلاح بالإضافة إلى الحديث المتعاظم و التحذير في مركز التأثير الغربي من صحافة و وسائل إعلام و مراكز بحثية من خطورة المنهج السلفي أو الوهابي كما يصفونه و أن هذا المنهج هو الرافد الأول للإرهاب . و الأسئلة التي توجه في تلك الظروف : o هل يستطيع أن يقدم السلفيون نموذجا إسلاميا جديدا في العمل السياسي ؟وما هي مكونات هذا النموذج و آفاقه المستقبلية ؟ o هل تجارب الإسلاميين الآخرين تشجع على انخراط السلفية في العمل السياسي ؟ o وهل الظروف الزمنية والمكانية من واقع محلي و إقليمي و دولي مناسبة لهذا الظهور ؟ أولا / طبيعة المنهج السلفي و العمل السياسي : ما هي السلفية بالضبط ؟ هل هي تيار فكري أم هي جماعة أو تنظيم ؟ هل يمكن أن نقول أن هناك حدودا منهجية نحدد بها هذا الإطار السلفي بحيث نستطيع أن نقول من خارج هذا الإطار و من داخله ؟ ثم الأهم و الأخطر هل يملك المنهج السلفي مقومات العمل السياسي و لماذا استنكف العمل السلفي في المرحلة السابقة عن هذه العمل ؟ السلفية هي طريقة منهجية في التعبد بالإسلام بكل معاني العبودية المعروفة و الشاملة و يمكن تصنيف طريقة التفكير السلفية إلى طريقتين: 1ـ طريقة التعامل مع النصوص الشرعية: يكاد يتفق السلفيون على عدة قواعد تسمى عندهم منهج التلقي، ومنها: كل ما وافق الكتاب والسنة أثبتوه، وما خالفهما أبطلوه، ولا معصوم عندهم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن إجماع السلف عندهم حجة شرعية ملزمة لمن بعدهم، ولا يقرون قولاً ولا يقبلون اجتهادًا إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة والإجماع، ولا يعارضون القرآن والسنة بعقل أو رأي أو قياس و غيرها من القواعد. وهذه القواعد الواضحة في التعامل مع النصوص الشرعية تجعل الأساس في المنهج السلفي واضحًا ونقيًا، وهذا الوضوح يجعله في مقدمة المناهج على ساحة الصحوة الإسلامية.كما أن منهج التلقي هذا يجعله بمثابة إطارا جامعا لكل من ينتسب للسلفية . و هنا قد يسأل سائل أليست هناك سلفيات متعددة و أنواع كثيرة من التفكير السلفي؟ نعم و لكن هذا هو الإطار الجامع لهذه السلفيات المتعددة و لكن يجيء الاختلاف عند النظر في الواقع و كيفية التعامل معه . 2ـ طريقة النظر والتعامل مع الواقع: هذه هي الإشكالية الكبرى لدى التيار السلفي بجميع فروعه واتجاهاته، في الثلاثينيات والأربعينيات سادت جماعة الإخوان المسلمين جزءًا كبيرًا من الساحة المصرية دون التيار السلفي؛ لأنها أصبحت أكثر ملامسة للواقع منه، على الرغم من أن أسس المنهج في جماعة الإخوان ليست بذلك الوضوح والقوة لدى السلفيين. والنظر في الواقع مرحلة تسبق التعامل معه، ومن هنا تكون الإشكالية لدى السلفيين، فالنظر في الواقع يوجد به اختلال كبير، ولذلك يحدث التخبط في التعامل مع الواقع. و نتيجة لهذا الاختلاف ظهرت السلفيات المتعددة فهناك السلفية الجهادية و هي ترى أن التعامل مع الواقع يغلب عليه الجانب العسكري فاستحضرت النصوص الشرعية التي تثبت به نظرتها هذه و كذلك السلفية العلمية و السلفية الإصلاحية و حتى السلفية الجامية التي ينظر إليها أنها موالية للحكومات فإن شرعيتها و الأدلة عليها تستخرجها بنفس الطريقة و الأسلوب التي تتلقاها السلفيات الأخرى و لكنها تنظر إلي النصوص التي توجب طاعة ولي الأمر و هكذا . أما الجانب السياسي فهو بالفعل المغيب عند السلفيين و هو سبب افتراقهم هذا فالنظر إلى الواقع يتضمن توصيف الواقع وتصنيفه ثم تحليله واستخراج قوانينه وسننه، وبناءً على هذه القوانين والسنن يجري استشراف المستقبل، فالتفكير الإستراتيجي السياسي في الواقع هو المغيب في الفكر السلفي، وهو الذي ينبغي مراجعته وتصحيح رؤيته إذا أراد السلفيون المضي في أي مشروع إصلاحي أو تغييري. ثانيا / تجارب الإسلاميين في العمل السياسي : لقد قدمت بعض فصائل العمل الإسلامي نماذج للعمل السياسي في العقود الماضية و هذه التجارب بخيرها و مرها هل يستطيع أن يستفيد منها التيار السلفي في سعيه للولوج إلى العمل السياسي و ما هي الدروس المستفادة من هذه التجارب ؟ مع العلم أن بعض التيارات السلفية قد خاضت في الكويت و البحرين تجاربا مشابهة . و لذلك يجب على السلفيين في هذا الموضوع استحضار عدة عناصر هامة في هذا الصدد : الأول / وضع دراسات بحثية للتجارب السلفية في الكويت و البحرين و بيان تأثير الواقع المحلي و الإقليمي و الدولي و عناصر القوة و الضعف في هذه التجارب . ثانيا / تعيين اللحظة الحاسمة التي يتم اختيارها للولوج إلى العمل السياسي و التحضير قبلها لهذه اللحظة فهناك أوقات يحدث فيها مثلا نوعا من التراخي لدى بعض النظم السياسية أو رغبة في إدماج السلفيين في العمل العام هناك تكون اللحظة المناسبة للبدء في هذه الخطوة و الرمي بالثقل للنزول إلى المعترك السياسي . ثالثا / الفهم أن العمل السياسي لا يقتصر على مجرد الانتخابات و الترشح فقط بل له معان كثيرة أخرى مثل العمل كلوبي للضغط مثلا لتحقيق مطالب أو الحيلولة دون تحقيق مطالب ضد الإسلام لقوى ليبرالية أو علمانية أخرى و هكذا . ثالثا / البيئة السياسية : و السؤال المطروح في هذا الصدد هل هناك إشارات لتوجه أمريكي جديد جاء بعد مجيء إدارة أوباما حول التوجهات السياسية الإسلامية ؟ نعم هناك بعض الإشارات قد يفسرها البعض في هذا الاتجاه و منها السماح لإسلامي مثل شيخ شريف أحمد بتولي رئاسة الصومال و تصريح مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال والمكلف بمبادرة نشر الديمقراطية في العالم العربي والشرق الأوسط فقد سُئل مؤخرا عن استعداد الإدارة الأمريكية لقبول النتائج السياسية التي قد تترتب على الإصلاح الديمقراطي بما في ذلك احتمال وصول حركات إسلامية سياسية للسلطة؟ فأجاب المسئول الأمريكي بأن حكومته مستعدة للاعتراف بها مهما كانت النتائج. فهل نعد هذه مؤشرات إيجابية حول التعاطي الأمريكي مع الإسلاميين و هل هذا يخص نوعية معينة من الإسلاميين بمواصفات أمريكية مثلا ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة
محمد ابو الحمد- المدير العام
- عدد الرسائل : 160
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 22/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى