الياس علية الصلاة والسلام ( نبى مرسل ارسلة اللة الى بنى اسرئيل بسب انتشار الكفر والمعاصى بين الراعى والراعية)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الياس علية الصلاة والسلام ( نبى مرسل ارسلة اللة الى بنى اسرئيل بسب انتشار الكفر والمعاصى بين الراعى والراعية)
الحمد لله الذي أرسل رسله مبشرين ومنذرين لأقوامهم على مرِّ السنين، ثم ختمهم بمن أرسله للناس كافة بشيرًا ونذيرًا محمدٍ ، أما بعد
فإن إلياس عليه السلام نبيٌّ مرسل من أنبياء بني إسرائيل، أرسله الله إلى أهل بعلبك، غربي دمشق، فدعاهم إلى الله الواحد الأحد، ونهاهم عن الشرك وعبادة الأصنام، وتعجَّب من حالهم كيف يعبدون بعلا وهو صنم، وقيل عجلاً ، أو صنمًا على هيئة العجل، عبدوه من دون الله، وقد زين لهم الشيطان ما هم فيه وصدهم عن سبيل الله
وسنعرض في لقائنا اليوم لقصة هذا النبي الكريم على النحو التالي
أولاً حديث القرآن عن إلياس عليه السلام
دخوله في عداد الأنبياء والمرسلين من ذرية إبراهيم عليه السلام ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين الأنعام ،
دعوته قومه
قال تعالى وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وتركنا عليه في الآخرين سلام على إل ياسي إنا كذلك نجزي المحسنين الصافات
ثانيًا ما يمكن استخلاصه من الآيات
إن إلياس نبيّ مرسل وإنه من ذرية إبراهيم عليه السلام لأن الضمير في قوله تعالى ومن ذريته يعود إلى خليل الله إبراهيم المتقدِّم ذكره في الآية التي قبلها مباشرة وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه الأنعام ، وهو الذي وهبه الله إسحاق ويعقوب، ثم ذكر من ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا، فاتضح في هذا التسلسل عودة نسب إلياس إلى إبراهيم عليه السلام ، وفي ذلك رد على من زعم غير ذلك
«إلياس هو الياسين» والتي تكتب «إل ياسين» في المصحف قال ابن كثير رحمه الله «العرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها، كما تقول إسماعيل وإسماعين، وإسرائيل وإسرائين وإلياس وإلياسين» اهـ
دعوته عليه السلام
ويتضح من آيات سورة الصافات منهجه في الدعوة وهو منهج الأنبياء والمرسلين قبله وبعده ألا وهو دعوة قومه إلى تقوى الله وطاعته وعبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن عبادة الأصنام وكانوا يتخذون صنمًا يُقال له «بعل»، وتعجَّب إلياس عليه السلام من قومه، كيف يعبدون صنمًا لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئًا، ويتركون عبادة الله الذي خلق الخلق فأحسن خلقهم وربَّاهم فأحسن تربيتهم وأغدق عليهم نعمه ظاهرة وباطنة
مصير قومه
تشير الآيات الكريمة إلى تكذيب قومه له فتوعدهم الله بالعذاب يوم القيامة، في قوله تعالى فإنهم لمحضرون ، أي يوم القيامة في العذاب، ولم يذكر لهم عقوبة دنيوية ، ووعدت الآيات المُخْلِصِين المتبعين لنبي الله بالنجاة من عذابه، ثم أثنى الله ثناءً حسنًا على نبيه ورسوله إلياس، فقال تعالى وتركنا عليه أي على إلياس في الآخرين فيمن يأتي بعده الذكر والثناء الحسن من الله ومن عباد الله ومع الثناء السلام والتحية، سلام على إل ياسين الآية
ثالثًا نظرات في أقوال أهل السِّير والتاريخ حول هذه القصة
تنوعت أقوال المؤرخين حول هذه القصة بين ما هو مقبول، وما هو موضوع، ونحن نذكر جانبًا من المقبول زيادة في الإيضاح
النظرة الأولى ونشير إلى الموضوع تبصرةً وذكرى
زمن بعثته
نقل ابن كثير خبرًا عن الواقدي مفاده أن إلياس كان مبعثه بعد موسى وهارون، ونقل غيره من أهل العلم أنه كان بعد سليمان بن داود عليهما السلام ، ولعل هذا أقرب إلى الصواب، والله أعلم
وذكروا في سبب مبعثه أن دولة بني إسرائيل تَشَتّتَتْ وانقسمت إلى دولتين بسبب اختلافهم بعد موت داود عليه السلام وبسبب تقاتل ملوكهم على السلطة، وبسبب انتشار الكفر والمعاصي بين الراعي والرعية، وقد سمح أحد ملوكهم واسمه أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها بين بني إسرائيل وكان قومها يعبدون الأوثان فشاعت في بني إسرائيل عبادة الأوثان، ومنها هذا الصنم الذي كان يعبده أهل بعلبك، فأرسل الله إليهم إلياس يدعوهم إلى عبادة الله كما تقدم بيانه فلما حانت منية إلياس عليه السلام، أوحى الله إلى إليسع ، وكان من اتباع إلياس ومن تلاميذه فسار في قومه بسيرته ودعاهم بدعوته
النظرة الثانية إلى الأقوال الموضوعة في كتب التاريخ وأهل التفسير
ومنها ادعاؤهم حياة إلياس في الأرض إلى الآن، واجتماعه بالخضر في كل عام، وحجهما معًا، وشربهما من ماء زمزم، والتقائهما بعرفات، وادعاء بعضهم أن إلياس لما دعا ربه ألْبَسَهُ نورًا وجعل له ريشًا يطير مع ملائكة السماء، وقد روى البيهقي وغيره عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس حديثًا طويلاً مفاده التقاء النبي محمد بإلياس وجلوسهما معًا قرابة اليوم ونزول مائدة من السماء عليهما، وذلك كله باطل وموضوع، وإن صححه الحاكم، فقد تعقبه الذهبي وبيّن بطلانه ونقل ابن كثير ذلك كله في البداية والنهاية كما جاء الحديث في كتب الموضوعات مثل «تنزيه الشريعة»، و«اللآلى المصنوعة» هذا والله أعلم
اللهم احفظنا بم تحفظ بة عبادك الصالحين اللهم امين
فإن إلياس عليه السلام نبيٌّ مرسل من أنبياء بني إسرائيل، أرسله الله إلى أهل بعلبك، غربي دمشق، فدعاهم إلى الله الواحد الأحد، ونهاهم عن الشرك وعبادة الأصنام، وتعجَّب من حالهم كيف يعبدون بعلا وهو صنم، وقيل عجلاً ، أو صنمًا على هيئة العجل، عبدوه من دون الله، وقد زين لهم الشيطان ما هم فيه وصدهم عن سبيل الله
وسنعرض في لقائنا اليوم لقصة هذا النبي الكريم على النحو التالي
أولاً حديث القرآن عن إلياس عليه السلام
دخوله في عداد الأنبياء والمرسلين من ذرية إبراهيم عليه السلام ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين الأنعام ،
دعوته قومه
قال تعالى وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وتركنا عليه في الآخرين سلام على إل ياسي إنا كذلك نجزي المحسنين الصافات
ثانيًا ما يمكن استخلاصه من الآيات
إن إلياس نبيّ مرسل وإنه من ذرية إبراهيم عليه السلام لأن الضمير في قوله تعالى ومن ذريته يعود إلى خليل الله إبراهيم المتقدِّم ذكره في الآية التي قبلها مباشرة وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه الأنعام ، وهو الذي وهبه الله إسحاق ويعقوب، ثم ذكر من ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا، فاتضح في هذا التسلسل عودة نسب إلياس إلى إبراهيم عليه السلام ، وفي ذلك رد على من زعم غير ذلك
«إلياس هو الياسين» والتي تكتب «إل ياسين» في المصحف قال ابن كثير رحمه الله «العرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها، كما تقول إسماعيل وإسماعين، وإسرائيل وإسرائين وإلياس وإلياسين» اهـ
دعوته عليه السلام
ويتضح من آيات سورة الصافات منهجه في الدعوة وهو منهج الأنبياء والمرسلين قبله وبعده ألا وهو دعوة قومه إلى تقوى الله وطاعته وعبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن عبادة الأصنام وكانوا يتخذون صنمًا يُقال له «بعل»، وتعجَّب إلياس عليه السلام من قومه، كيف يعبدون صنمًا لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئًا، ويتركون عبادة الله الذي خلق الخلق فأحسن خلقهم وربَّاهم فأحسن تربيتهم وأغدق عليهم نعمه ظاهرة وباطنة
مصير قومه
تشير الآيات الكريمة إلى تكذيب قومه له فتوعدهم الله بالعذاب يوم القيامة، في قوله تعالى فإنهم لمحضرون ، أي يوم القيامة في العذاب، ولم يذكر لهم عقوبة دنيوية ، ووعدت الآيات المُخْلِصِين المتبعين لنبي الله بالنجاة من عذابه، ثم أثنى الله ثناءً حسنًا على نبيه ورسوله إلياس، فقال تعالى وتركنا عليه أي على إلياس في الآخرين فيمن يأتي بعده الذكر والثناء الحسن من الله ومن عباد الله ومع الثناء السلام والتحية، سلام على إل ياسين الآية
ثالثًا نظرات في أقوال أهل السِّير والتاريخ حول هذه القصة
تنوعت أقوال المؤرخين حول هذه القصة بين ما هو مقبول، وما هو موضوع، ونحن نذكر جانبًا من المقبول زيادة في الإيضاح
النظرة الأولى ونشير إلى الموضوع تبصرةً وذكرى
زمن بعثته
نقل ابن كثير خبرًا عن الواقدي مفاده أن إلياس كان مبعثه بعد موسى وهارون، ونقل غيره من أهل العلم أنه كان بعد سليمان بن داود عليهما السلام ، ولعل هذا أقرب إلى الصواب، والله أعلم
وذكروا في سبب مبعثه أن دولة بني إسرائيل تَشَتّتَتْ وانقسمت إلى دولتين بسبب اختلافهم بعد موت داود عليه السلام وبسبب تقاتل ملوكهم على السلطة، وبسبب انتشار الكفر والمعاصي بين الراعي والرعية، وقد سمح أحد ملوكهم واسمه أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها بين بني إسرائيل وكان قومها يعبدون الأوثان فشاعت في بني إسرائيل عبادة الأوثان، ومنها هذا الصنم الذي كان يعبده أهل بعلبك، فأرسل الله إليهم إلياس يدعوهم إلى عبادة الله كما تقدم بيانه فلما حانت منية إلياس عليه السلام، أوحى الله إلى إليسع ، وكان من اتباع إلياس ومن تلاميذه فسار في قومه بسيرته ودعاهم بدعوته
النظرة الثانية إلى الأقوال الموضوعة في كتب التاريخ وأهل التفسير
ومنها ادعاؤهم حياة إلياس في الأرض إلى الآن، واجتماعه بالخضر في كل عام، وحجهما معًا، وشربهما من ماء زمزم، والتقائهما بعرفات، وادعاء بعضهم أن إلياس لما دعا ربه ألْبَسَهُ نورًا وجعل له ريشًا يطير مع ملائكة السماء، وقد روى البيهقي وغيره عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس حديثًا طويلاً مفاده التقاء النبي محمد بإلياس وجلوسهما معًا قرابة اليوم ونزول مائدة من السماء عليهما، وذلك كله باطل وموضوع، وإن صححه الحاكم، فقد تعقبه الذهبي وبيّن بطلانه ونقل ابن كثير ذلك كله في البداية والنهاية كما جاء الحديث في كتب الموضوعات مثل «تنزيه الشريعة»، و«اللآلى المصنوعة» هذا والله أعلم
اللهم احفظنا بم تحفظ بة عبادك الصالحين اللهم امين
محمد ابو الحمد- المدير العام
- عدد الرسائل : 160
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 22/08/2008
رد: الياس علية الصلاة والسلام ( نبى مرسل ارسلة اللة الى بنى اسرئيل بسب انتشار الكفر والمعاصى بين الراعى والراعية)
بارك الله فيك وجزاك خيرا وازادك الله من فضله
رد: الياس علية الصلاة والسلام ( نبى مرسل ارسلة اللة الى بنى اسرئيل بسب انتشار الكفر والمعاصى بين الراعى والراعية)
أكثر الله من أمثالكم وزآدكم الله فضلا
نظرة تفآئل- مبدع جديد
- عدد الرسائل : 32
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 25/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى