السلام التحية التى يحيى بها المسلون بعضهم بعضا فى الدنيا وتحية الملائكة لا الجنة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السلام التحية التى يحيى بها المسلون بعضهم بعضا فى الدنيا وتحية الملائكة لا الجنة
السلام التحية التى يحيى بها المسلمون بعضهم بعضا فى الدنيا وتحية الملائكةلاهل الجنة
من طرف محمد ابو الحمد في الإثنين أكتوبر 13, 2008 9:50 pmمن الاداب الاسلامية :التحية المباركة الطيبة السلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أولاً: تعـــريف الســــــــلام
السَّلام: اسمُ مصدرٍ من سلّم، أي: ألقى السلام،
والسلامُ يعني: السلامةَ والأمنَ والتحيةَ.
والسلامُ: اسم من أسماء الله تعالى.
والسلام: التحية التي يحيي بها المسلمون بعضهم بعضًا في الدنيا، قال تعالى:
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
(النساء: 86)، وقال تعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (النور:
61).
والسلام تحية المسلمين فيما بينهم في الآخرة، قال الله عز وجل:
وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (يونس: 10)، وهو تحية الملائكة لأهل الجنة
وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ
عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (الرعد: 23، 24).
وهذه التحية مشروعة منذ ظهر الإنسان على الأرض، وتستمر مشروعيتها إلى أن يرث
الله الأرض ومن عليها، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال: اذهب
فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية
ذريتك، فقال السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله، فزادوه ورحمة
الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن».
ذهب بعض العلماء إلى أن سلام آدم على الملائكة كان بنص من الله تعالى علمه
إياه، كما في الحديث: «فسلم على أولئك»، وقد علمه الله ألفاظ السلام كما علمه
الأسماء كلها.
وذهب البعض إلى أن الله قد ألهمه ذلك إلهامًا، فألقاه على الملائكة.
وفريق من أهل العلم قالوا: إن الله شرع هذه التحية لجميع أبناء آدم، وذلك حملاً
للفظ الذرية على حيقته وإطلاقه: «فإنها تحيتك وتحية ذريتك».
وقال بعض أهل العلم: المراد بعض الذرية وهم المسلمون من أمة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،
ومما يؤيد ذلك ما رواه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة من
حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم
على السلام والتأمين». فدل هذا على أنه لم يشرع لهم.
وروى الإمام مسلم في قصة إسلام أبي ذر: «فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال:
وعليك ورحمة الله. فدل هذا على أنها لم تكن معروفة من قبل.
والراجح هو الرأي الأول، لعموم الحديث: «فإنها تحيتك وتحية ذريتك». ولا دليل
على تخصيصها، وحقيقة اللفظ ممكنة.
واليهود قد غيروا وبدلوا في شريعتهم كثيرًا وقد هدانا الله عز وجل إلى شرعه،
فهم يحسدوننا لأنهم ضلوا وهدينا.
وقد ثبتت مشروعية السلام للأمم السابقة قال تعالى: وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا
إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ (هود: 69)، وقال عز
وجل: سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (الصافات: 109)، سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى
وَهَارُونَ (الصافات: 120)، سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (الصافات: 130)،
سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (الصافات: 79)، وفي شأن يحيى:
وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...، وفي شأن عيسى: وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ (مريم: 15، 33)، وفي شأن الرسل: وَسَلاَمٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ (الصافات: 181).
وقد حَيَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنبياء ليلة المعراج بالسلام وحيوه به، والحديث في
البخاري.
ثانيـــًا: مشـــروعـيـة الســـــــلام
السلام من أكرم الخصال التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، ففي الحديث المتفق عليه
من حديث عبد الله بن عمرو أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير ؟ قال: «تطعم
الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف». ولذا فهو شعار المسلمين
وسيماهم الكريمة، وهو السلعة الغالية والتجارة الباقية، وهو باب الجنة.
روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى
تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم».
وروى الإمام الترمذي وابن ماجه: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام
وصلوا الأرحام وصلوا الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
وروى الإمام البخاري من حديث البراء بن عازب قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ومنها
وإفشاء السلام.
وقال الله عز وجل: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ
مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (النساء: 86).
ولذا كان السلام حقًا للمسلم على أخيه ينبغي تعهده والالتزام به والحرص عليه
حتى تتم الأخوة بين المسلمين.
ثالثــــًا: حــكــم الســـــــلام وصيغته
أجمع العلماء على أن ابتداء السلام سنة ورده واجب.
وإذا كان رجل في جماعة كان بدء السلام سنة في حق الجميع، إذا فعله البعض حصلت
السنة في حق الجميع، وإن كان الرجل وحده كان السلام سنة عين في حقه.
وإن كان المسلَّم عليه جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، وإن كان واحدًا تعين
عليه الرد، وكان حكم البدء بالسلام سنة رفعًا للحرج فإنه لا يجب على المرء أن
يسلم على كل من لقيه، لما في ذلك من الحرج والمشقة، وأما الرد فإنه واجب.
قال الحليمي: إنما كان الرد واجبًا لأن السلام معناه الأمان. وعن أبي يوسف أنه
يجب الرد على كل فرد من الجماعة.
وقد أبدل الإسلام تحية الجاهلية بتلك التحية الإلهية التي ارتضاها، لذا قال
سبحانه وتعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً.
فالسلام تحية من عند الله، والعندية تقتضي التعظيم والتشريف، وهي مباركة طيبة،
وأما غير هذه التحية فليست من عند الله، بل من عند غير المسلمين وأهل الجاهلية،
ولذا لا خير فيها ولا بركة.
روى أبو داود ورجاله ثقات، وفيه انقطاع، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:
كنا نقول في الجاهلية: أنعم بك عينًا وأنعم صباحًا، فلما جاء الإسلام نهينا عن
ذلك.
فأهل الجاهلية كانوا يقولون: حييت مساءً، حييت صباحًا، فغير الله تعالى ذلك
بالسلام.
ومع ذلك نجد الكثيرين قد تشبهوا بغير المسلمين وشاركوهم في تحيتهم وقالوا: صبحت
أو مسيت بالخير، وسعيدة... إلخ. وهذه تحية ما أنزل الله بها من سلطان. ومن ثم
كان للسلام صيغة، وهي أن يقول المسلِّم: السلام عليكم، سواء أكان المسلَّم عليه
واحدًا أو جماعة ؛ لأن الواحد معه الحفظة. والأكمل أن يقول: السلام عليكم ورحمة
وبركاته، ويقول المُسلَّم عليه: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته». «والسلام»
بالتعريف وذلك للتكثير والتخصيص والتفخيم، ولذا كان الإتيان باللام أكمل من
حذفها، ومن يتمثل هذه الصيغة ينال ثلاثين حسنة.
وكره بعض العلماء أن يقول في الابتداء «عليك السلام» لما رواه أبو داود
والترمذي وقال: حسن صحيح عن جابر بن سليم قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: عليك
السلام يا رسول الله، فقال: «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت
ولكن قل: السلام عليك».
وقد صحت الأحاديث في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم على أهل المقابر بتقديم لفظ
السلام، كما يسلم على الأحياء، روى الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم
مؤمنين...».
وروى الإمام مسلم من حديث عائشة أيضًا أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج إلى البقيع:
كيف أقول لهم يا رسول الله، قال: «قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين
والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم
للاحقون».
ولرفع هذا التعارض قال عياض وابن القيم: كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول في الابتداء
السلام عليكم، ويكره أن يقول: عليكم السلام، ولا تعارض بين الأحاديث لأن قوله
صلى الله عليه وسلم: «عليك السلام تحية الموتى...». إخبار عن الواقع، لا عن الشرع، أي أن الشعراء
ونحوهم يحيون الموتى به، ومن ذلك قولهم: «عليك سلام الله قيس بن عاصم» «وقيس
صحابي جليل، وقد روى أن الجن رقوا عمر بن الخطاب بأبيات منها:
عليك السلام من أمير، وباركت
يد الله في ذاك الأديــم الممـزق
فكره صلى الله عليه وسلم أن يحيَّى بتحية الموتى، هذا هو الراجح. انظر فتح الباري (11/4).
الســــــلام بالإشــــــارة
يكره السلام أو رده بالإشارة باليد أو بالرأس بغير نطق بالسلام مع القدرة، وقرب
المسلَّم عليه، لأن ذلك من عمل أهل الكتاب.
روى الإمام الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا
باليهود والنصارى، فإن تسليم اليهود بالإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة
بالكف».
ولكن الإمام الترمذي أخرج في جامعه أيضًا حديثًا يدل بظاهره على جواز التسليم
بالإشارة، فعن عبدالحميد بن بهرام أنه سمع شَهْر بن حوشب يقول: سمعت أسماء بنت
يزيد تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ في المسجد يومًا وعصبة من النساء قعود، فألوى
بيده بالتسليم، وأشار عبد الحميد بيده. «فألوى بيده بالتسليم» أي: أشار بيده
بالتسليم.
قال أهل العلم: الحديث محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ والإشارة، كذلك يجوز
التسليم بالإشارة إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا عن المسلِّم، بحيث لا يسمع صوته
فيشير إليه بالسلام بيده أو برأسه ليعلمه أنه يسلم فلا كراهة، أو من كان في شغل
يمنعه عن التلفظ بجواب السلام، وكذلك السلام على الأصم والأخرس.
وعليه فالأصل ابتداء السلام ورده إنما يكون باللفظ، والاستثناء جوازه بالإشارة
للحاجة، ولعدم القدرة على استعمال اللفظ في السلام.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله
رب العالمين.
من طرف محمد ابو الحمد في الإثنين أكتوبر 13, 2008 9:50 pmمن الاداب الاسلامية :التحية المباركة الطيبة السلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أولاً: تعـــريف الســــــــلام
السَّلام: اسمُ مصدرٍ من سلّم، أي: ألقى السلام،
والسلامُ يعني: السلامةَ والأمنَ والتحيةَ.
والسلامُ: اسم من أسماء الله تعالى.
والسلام: التحية التي يحيي بها المسلمون بعضهم بعضًا في الدنيا، قال تعالى:
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
(النساء: 86)، وقال تعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (النور:
61).
والسلام تحية المسلمين فيما بينهم في الآخرة، قال الله عز وجل:
وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (يونس: 10)، وهو تحية الملائكة لأهل الجنة
وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ
عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (الرعد: 23، 24).
وهذه التحية مشروعة منذ ظهر الإنسان على الأرض، وتستمر مشروعيتها إلى أن يرث
الله الأرض ومن عليها، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال: اذهب
فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية
ذريتك، فقال السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله، فزادوه ورحمة
الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن».
ذهب بعض العلماء إلى أن سلام آدم على الملائكة كان بنص من الله تعالى علمه
إياه، كما في الحديث: «فسلم على أولئك»، وقد علمه الله ألفاظ السلام كما علمه
الأسماء كلها.
وذهب البعض إلى أن الله قد ألهمه ذلك إلهامًا، فألقاه على الملائكة.
وفريق من أهل العلم قالوا: إن الله شرع هذه التحية لجميع أبناء آدم، وذلك حملاً
للفظ الذرية على حيقته وإطلاقه: «فإنها تحيتك وتحية ذريتك».
وقال بعض أهل العلم: المراد بعض الذرية وهم المسلمون من أمة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،
ومما يؤيد ذلك ما رواه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة من
حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم
على السلام والتأمين». فدل هذا على أنه لم يشرع لهم.
وروى الإمام مسلم في قصة إسلام أبي ذر: «فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال:
وعليك ورحمة الله. فدل هذا على أنها لم تكن معروفة من قبل.
والراجح هو الرأي الأول، لعموم الحديث: «فإنها تحيتك وتحية ذريتك». ولا دليل
على تخصيصها، وحقيقة اللفظ ممكنة.
واليهود قد غيروا وبدلوا في شريعتهم كثيرًا وقد هدانا الله عز وجل إلى شرعه،
فهم يحسدوننا لأنهم ضلوا وهدينا.
وقد ثبتت مشروعية السلام للأمم السابقة قال تعالى: وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا
إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ (هود: 69)، وقال عز
وجل: سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (الصافات: 109)، سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى
وَهَارُونَ (الصافات: 120)، سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (الصافات: 130)،
سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (الصافات: 79)، وفي شأن يحيى:
وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...، وفي شأن عيسى: وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ (مريم: 15، 33)، وفي شأن الرسل: وَسَلاَمٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ (الصافات: 181).
وقد حَيَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنبياء ليلة المعراج بالسلام وحيوه به، والحديث في
البخاري.
ثانيـــًا: مشـــروعـيـة الســـــــلام
السلام من أكرم الخصال التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، ففي الحديث المتفق عليه
من حديث عبد الله بن عمرو أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير ؟ قال: «تطعم
الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف». ولذا فهو شعار المسلمين
وسيماهم الكريمة، وهو السلعة الغالية والتجارة الباقية، وهو باب الجنة.
روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى
تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم».
وروى الإمام الترمذي وابن ماجه: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام
وصلوا الأرحام وصلوا الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
وروى الإمام البخاري من حديث البراء بن عازب قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ومنها
وإفشاء السلام.
وقال الله عز وجل: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ
مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (النساء: 86).
ولذا كان السلام حقًا للمسلم على أخيه ينبغي تعهده والالتزام به والحرص عليه
حتى تتم الأخوة بين المسلمين.
ثالثــــًا: حــكــم الســـــــلام وصيغته
أجمع العلماء على أن ابتداء السلام سنة ورده واجب.
وإذا كان رجل في جماعة كان بدء السلام سنة في حق الجميع، إذا فعله البعض حصلت
السنة في حق الجميع، وإن كان الرجل وحده كان السلام سنة عين في حقه.
وإن كان المسلَّم عليه جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، وإن كان واحدًا تعين
عليه الرد، وكان حكم البدء بالسلام سنة رفعًا للحرج فإنه لا يجب على المرء أن
يسلم على كل من لقيه، لما في ذلك من الحرج والمشقة، وأما الرد فإنه واجب.
قال الحليمي: إنما كان الرد واجبًا لأن السلام معناه الأمان. وعن أبي يوسف أنه
يجب الرد على كل فرد من الجماعة.
وقد أبدل الإسلام تحية الجاهلية بتلك التحية الإلهية التي ارتضاها، لذا قال
سبحانه وتعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً.
فالسلام تحية من عند الله، والعندية تقتضي التعظيم والتشريف، وهي مباركة طيبة،
وأما غير هذه التحية فليست من عند الله، بل من عند غير المسلمين وأهل الجاهلية،
ولذا لا خير فيها ولا بركة.
روى أبو داود ورجاله ثقات، وفيه انقطاع، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:
كنا نقول في الجاهلية: أنعم بك عينًا وأنعم صباحًا، فلما جاء الإسلام نهينا عن
ذلك.
فأهل الجاهلية كانوا يقولون: حييت مساءً، حييت صباحًا، فغير الله تعالى ذلك
بالسلام.
ومع ذلك نجد الكثيرين قد تشبهوا بغير المسلمين وشاركوهم في تحيتهم وقالوا: صبحت
أو مسيت بالخير، وسعيدة... إلخ. وهذه تحية ما أنزل الله بها من سلطان. ومن ثم
كان للسلام صيغة، وهي أن يقول المسلِّم: السلام عليكم، سواء أكان المسلَّم عليه
واحدًا أو جماعة ؛ لأن الواحد معه الحفظة. والأكمل أن يقول: السلام عليكم ورحمة
وبركاته، ويقول المُسلَّم عليه: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته». «والسلام»
بالتعريف وذلك للتكثير والتخصيص والتفخيم، ولذا كان الإتيان باللام أكمل من
حذفها، ومن يتمثل هذه الصيغة ينال ثلاثين حسنة.
وكره بعض العلماء أن يقول في الابتداء «عليك السلام» لما رواه أبو داود
والترمذي وقال: حسن صحيح عن جابر بن سليم قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: عليك
السلام يا رسول الله، فقال: «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت
ولكن قل: السلام عليك».
وقد صحت الأحاديث في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم على أهل المقابر بتقديم لفظ
السلام، كما يسلم على الأحياء، روى الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم
مؤمنين...».
وروى الإمام مسلم من حديث عائشة أيضًا أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج إلى البقيع:
كيف أقول لهم يا رسول الله، قال: «قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين
والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم
للاحقون».
ولرفع هذا التعارض قال عياض وابن القيم: كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول في الابتداء
السلام عليكم، ويكره أن يقول: عليكم السلام، ولا تعارض بين الأحاديث لأن قوله
صلى الله عليه وسلم: «عليك السلام تحية الموتى...». إخبار عن الواقع، لا عن الشرع، أي أن الشعراء
ونحوهم يحيون الموتى به، ومن ذلك قولهم: «عليك سلام الله قيس بن عاصم» «وقيس
صحابي جليل، وقد روى أن الجن رقوا عمر بن الخطاب بأبيات منها:
عليك السلام من أمير، وباركت
يد الله في ذاك الأديــم الممـزق
فكره صلى الله عليه وسلم أن يحيَّى بتحية الموتى، هذا هو الراجح. انظر فتح الباري (11/4).
الســــــلام بالإشــــــارة
يكره السلام أو رده بالإشارة باليد أو بالرأس بغير نطق بالسلام مع القدرة، وقرب
المسلَّم عليه، لأن ذلك من عمل أهل الكتاب.
روى الإمام الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا
باليهود والنصارى، فإن تسليم اليهود بالإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة
بالكف».
ولكن الإمام الترمذي أخرج في جامعه أيضًا حديثًا يدل بظاهره على جواز التسليم
بالإشارة، فعن عبدالحميد بن بهرام أنه سمع شَهْر بن حوشب يقول: سمعت أسماء بنت
يزيد تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ في المسجد يومًا وعصبة من النساء قعود، فألوى
بيده بالتسليم، وأشار عبد الحميد بيده. «فألوى بيده بالتسليم» أي: أشار بيده
بالتسليم.
قال أهل العلم: الحديث محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ والإشارة، كذلك يجوز
التسليم بالإشارة إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا عن المسلِّم، بحيث لا يسمع صوته
فيشير إليه بالسلام بيده أو برأسه ليعلمه أنه يسلم فلا كراهة، أو من كان في شغل
يمنعه عن التلفظ بجواب السلام، وكذلك السلام على الأصم والأخرس.
وعليه فالأصل ابتداء السلام ورده إنما يكون باللفظ، والاستثناء جوازه بالإشارة
للحاجة، ولعدم القدرة على استعمال اللفظ في السلام.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله
رب العالمين.
محمد ابو الحمد- المدير العام
- عدد الرسائل : 160
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 22/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى